الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةأدبصاحب السعادة .. بقلم محمد على

صاحب السعادة .. بقلم محمد على

أنت لا تحتاج إلى البحث عن السعادة , فهي ستأتيك حينما تكون قد هيأت لها موقع إقامتها في قلبك . \” هادي المدرسي \” .

\” بس ايه هي السعادة .. و ﻻ ايه معنى السعادة

قوللي يا صاحب السعادة .. قوللي.. قوللي \”  تساؤل فلسفي للموهوب ابو السعود الابياري علي لسان واحد من سفراء السعاده المبهج إسماعيل ياسين عن ماهية السعادة واﻻجابة علي  هذا السؤال جد صعب فقد قال أفلاطون إنها فضائل النفس .. الحكمة والعدالة والعفة والشجاعة، و عرفها أرسطو  أنها هبة  الله من صحة البدن و سﻻمة العقل و تحقيق الطموح  و اﻻستحسان من الناس و الحصول على الثروة و هذا يتوافق مع مفهوم كثير من القوم  فمنهم من يشعر بالسعادة  في الوصول إلى السلطة او اكتساب شهرة كبيرة او تناول طعام شهي أو في ترقي وظيفي أو اجتماعي أو في ممارسة الحب  أو السفر الي آفاق جديدة أو  جني مزيد من المال أو تكوين صداقات جديدة أو في ابتكار أشياء عظيمة أو حتي في فوز الزمالك بالدوري !!

و يري عالم النفس اﻻمريكي أبراهام ماسلو أن كل ما سبق ليس سعادة وإنما ثمة  احتياجات ورغبات يريد كل  انسان اشباعها طبقآ لدوافعه الآنية و رسم لها مثلث شهير متدرج من أدني الي اعلي يبدأ بقاعدة بالحاجات الفسيولوجية ثم حاجات اﻻمان ثم الحاجات اﻻجتماعية ثم الحاجة للتقدير  وتنتهي بتحقيق الذات ﻻ شك أن هناك خلط بين اللذة و السعادة فهما متشابهان في إدخال السرور علي النفس و متناقضتين فاللذة متغيرة و  حسية متناقصة تحتاج إلى وقت و صحة و مال  وغالبا يسأمها المرء مع التكرار و ليس يقينآ أن تصل بك الي شاطئ السعادة فكثير من المشاهير كانوا يملكون شيئا في الحياة ولكنهم  ﻻ يعرفون لماذا هم محزونون و مكتئبون  فمنهم من اقدم علي اﻻنتحار   مثل صاحب نوبل

هيمنجواي الذي كتب رسالته اﻻخيرة الحياة اصبحت كئيبة  و العبقري فان جوخ و المفكر دايل كارنيجي الذي قال دع القلق وابدأ الحياة !!

و المليارديرة  كريستينا اوناسيس في سن 37   و داليدا التي اسدلت الستار  لم تعد الحياة محتملة.. سامحوني.

إن السعادة الكاملة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شئ فهي تنبع من الداخل و ﻻ تحتاج إلي عوامل خارجية كما قال أحدهم بستاني في صدري فهي ذاتية و مستمرة  و متزايدة  تشعر بها عندما يتجلى الله عز وجل علي قلبك فتنسى الشكوي من الماضي و القلق علي المستقبل وترضي بالحاضر  فتحضر هذة اﻻشياء النفيسة جدآ كالرضا و السكينة والطمأنينة التي قال فيهم الزاهد  إبراهيم بن الأدهم،  لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليها بالسيوف.

ليس هذا الوصف من قبيل \” الدروشة\” وانما ما انتهي إليه علم النفس من أن السعادة هي درجة الرضا عن نفسك والحياة و تصل بك الي حالة السلم النفسي  .

لله در من قال الدنيا وما فيها.

فلو شاهدت عيناك من حسننا الــذي رأوه لما وليت عنا لــــــغيرنا

ولو سمعت أذناك حســــن خطابنا خــلعت عنك ثياب الـعجب وجئتنا

ولو ذقت من طعم المــــحبة ذرة عذرت الـــذي أضحى قتيلاً بحبنا                                                    ولــــو نسمت من قربنا لك نسمة لـــمت غريباً واشتياقــاً لقربنا

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات