كتبت : بشائر الفرماوى
حياتها كانت طبيعية يشرق النور فى قلبها و عينيها ابتهاجا بالحياة و لكنها كانت على موعد مع القدر فقد أصيبت بورم في الدماغ بالغدة النخامية سرعان ما تضخم و نتج عنه نزيف ضاغط على أعصاب العين مما نتج عنه فقدان للإبصار في العين اليسرى وضعف شديد في العين اليمنى , و غابت شمس عينى الفتاة ابنة السادسة عشرة و أحاطت بها عتمة قاسية و هى بعد فى مقتبل عمرها و لكنها لم تفقد يقينها فى الله و رحمته كانت تدعوه فى صلاتها أن يشملها برحمته و يرفع عنها البلاء لا تدر أن القدر الذى امتحنها فى حبيبتيها ستكون على موعد معه لتشرق الشمس من جديد فى رحاب الأرض الطاهرة و هى تؤدى مناسك الحج .
تباشير الصباح الجديد بدأت عندما أخبرها والدها أنه يعتزم الحج هذا العام و أنه سوف يصطحبها معه للحج و يعرضها هناك على الأطباء فى مدينة الملك عبدالله الطبية لعل أن يكون على يديهم الشفاء من عند الله سبحانه و تعالى و فرحت الفتاة فرحة لم تسعها الدنيا بأسرها , قالت لأبيها إن الله ينادينى لبيته و هناك سيأتى نهار جديد و أملى فى ربى كبير .
و سافرت الحاجة الصغيرة يحدوها الأمل و أدت مناسك الحج و تقدم والدها بكافة فحوصها الطبية للمدينة الطبية و رحب أطباء مدينة الملك عبد الله الطبية بالفتاة و قام فريق متخصص من مركز العلوم العصبية بالمدينة بإجراء جراحة دقيقة لها فى قاع الجمجمة تم فيها استئصال ورم نازف في الغدة النخامية عن طريق الأنف وبالمنظار الجراحي من فتحة حجمها 1 سم و نجح الفريق فى إعادة البصر للفتاة المصرية حيث أوضحت الإدارة الطبية بالمدينة أن المريضة تماثلت للشفاء تدريجيا و تحسنت قدرتها على الإبصار مباشرة .