رحلت أميرة الرومانسية فى السينما المصرية, الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي عن عمر يناهز 89 عامًا ,و الفنانة ماجدة من أهم نجمات الزمن الجميل كممثلة مصرية لها سمات خاصة, اسمها الحقيقي هو عفاف علي كامل الصباحي.
بدأت حياتها الفنية وعمرها 15 عامًا، دون عِلم أهلها عام 1949 في فيلم \”الناصح\” إخراج سيف الدين شوكت أمام الفنان إسماعيل يس و عندما بدأت التمثيل غيرت اسمها خوفاً من أسرتها و استمرت فى طريقها و قدمت ماجدة عشرات الأفلام كممثلة ومنتجة و لها تجربة واحدة في الإخراج وقد تميزت عن بنات جيلها برقتها غير العادية وهذا ما لفت الأنظار إليها في البداية لتقدم مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، فقال عنها الفيلسوف الفرنسي سارتر: \”هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي\”.
ولدت عفاف علي كامل أحمد عبد الرحمن الصباحي، والتي اختارت اسم الشهرة \”ماجدة\”، في محافظة طنطا في السادس من مايو عام 1931 وحصلت على شهادة البكالوريا في اللغة الفرنسية. والدها كان من كبار موظفي وزارة المواصلات، كما كان أحمد الصباحي من أفراد أسرتها يشغل منصب مجلس شورى القوانين وكانت أسرتها تمتلك العديد من الأملاك .
وهي في عمر الخامسة عشر قررت أن تمثّل بعد أن عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في فيلم \”الناصح\” عام 1949 أمام إسماعيل ياسين، ولكنها طلبت منه تغيير اسمها على التتر إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من أسرتها، وقد نشبت مشاكل عديدة بين أسرتها وبين أسرة الفيلم أدت لتعطيل العرض لمدة عام كامل قبل أن تنجح الوساطة التي استقدمتها ماجدة في تهدئة الأمور، وفي إقناعهم بعرض الفيلم.
أنشأت ماجدة شركة إنتاج خاصة بها أسمتها \”أفلام ماجدة\” كان مقرها في عمارة الإيموبيليا، وعلى الرغم من عشق ماجدة للسينما لكنها رفضت العمل في المسرح، لرغبتها في أن لا تكرر ما تقدمه يومياً على خشبة المسرح، وكان لها تجربة وحيدة في اﻹخراج من خلال فيلم \”من أحب؟\”، ومن أفلامها الدينية \”انتصار الإسلام\” و\”بلال مؤذن الرسول\”، ومن أفلامها الوطنية فيلم \”الله معانا\” وفيلم \”جميلة بوحريد\” والذي حققت من خلاله شعبية كبيرة على مستوى العالم، إذ جسدت خلاله شخصية المناضلة \”جميلة بوحريد\”، كما قدمت شخصية ليلى في فيلم \”قيس وليلى\”.
وكونت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، فقدمت مع إسماعيل ياسين \”ليلة الدخلة\” و\”فلفل\” و\”الآنسة حنفي\”، وغنى لها عبد الحليم حافظ \”أهواك\” في فيلم \”بنات اليوم\”، وقدّمت مع رشدي أباظة أفلام \”المراهقات\” و\”دنيا البنات\” و\”حواء على الطريق\” و\”زوجة لخمسة رجال\”، وقدمت مع فريد الأطرش \”لحن الخلود\” و\”من أجل حبي\”، ومع يحيى شاهين، \”مرت الأيام\” و\”هذا الرجل أحبه\” و\”أين عمري\” و\”عشاق الليل\”، وشاركت زوجها إيهاب نافع أفلاماً مثل \”الحقيقة العارية\” و\”القبلة الأخيرة\” و\”هجرة الرسول\”، وكان آخر فيلم قدمته هو \”ونسيت اني امرأة\” في عام 1994، ومن أهم أفلامها أيضاً \”النداهة\” و\”العمر لحظة\” و\”أنف وثلاثة عيون\”.
تمت خطبتها فى بداية حياتها للفنان سعيد أبوبكر، وهو الممثل الذي اشتهر بشخصية شيبوب في فيلم \”عنتر بن شداد\” ولكن تم فسخ الخطبة بعد فترة بسيطة و في عام 1963 نشأت قصة حب بين ماجدة وإيهاب نافع كانت تعرفت عليه بالصدفة في حفل نظمته السفارة الروسية في القاهرة وكان وقتها طياراً خاصاً للرئيس جمال عبد الناصر، وقد أصر على توصيلها إلى المنزل فاستغرقت التوصيلة ساعات ليدق قلبها، وبعدها ذهب إلى منزلها وطلب يدها من والدها و أقيم حفل الزفاف في أحد الفنادق، وكشفت بأنه دفع لها مهراً قدره 25 قرشاً، وبأنها اشترت فستان الزفاف من الكويت.
إلا أن الزواج لم يستمر طويلاً فتم الطلاق أثناء رقصة تانجو بينهما في بيروت، وقد بررا الطلاق بالاختلاف في الطباع والمستوى الفكري وأثمرت الزيجة عن ابنتها غادة، والتي شاركتها في بطولة فيلمين هما \”عندما يتكلم الصمت\” و\”ونسيت اني امرأة\” وتعتبر هذه الزيجة الوحيدة في حياة ماجدة الصباحي.
شاركت ماجدة الصباحي عام 1967 في عضوية لجنة التحكيم الدولية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، وخلال عرض فيلمها \”جميلة بوحريد\” في موسكو نظم الإتحاد النسائي السوفيتي حفل استقبال لها مع المخرج يوسف شاهين، كما شاركت في عضوية لجنة التحكيم بمهرجان الهند السينمائي عام 1964. وخلال تواجدها في أسبوع الفيلم المصري في مقديشيو عام 1988 قابلت الرئيس الصومالي محمد سياد بري مع وفد الفنانين، كما اختيرت لتكون عضوا بلجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، وحصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد، وشغلت منصب الرئيسة الفخرية والرائدة لجمعية السينمائيات المصريات التي اشتهرت في عام 1990، وقد حملت اسمها دار عرض تم افتتاحها في عام 1992 في ميدان حلوان في مصر ودار عرض أخرى باسمها في الخرطوم، كما كرمها الرئيس السابق عدلي منصور في عيد الفن، وذلك في عام 2014.
يذكر أن غادة نافع ابنة الفنانة ماجدة أقامت دعوى حجر علي أمها تمكّنها من التصرف في جميع الأموال والممتلكات الخاصة بوالدتها بعد بلوغها سن 79 عاماً، وقالت غادة في الدعوى إن والدتها مصابة بعدة أمراض لا تمكنها من اتخاذ القرارات منها الزهايمر، لتقول ماجدة بعدها إنها هي من طلبت من ابنتها ذلك بعد أن فوجئا بشخص يرفع دعوى ضد ماجدة ومعه أوراق بها توقيعها وتنازلها عن إيجار كافتيريا تملكها منذ 15 عاماً، وبنود مختلفة لا تتذكرها ماجدة وأثبت الطب الشرعي بأنها تعرضت لعملية نصب حيث أنه كان يعمل جارسون في المطعم ونصب عليها فى مبلغ 20 مليون جنيه فإتفقت غادة مع والدتها بأن تقوم بالحجر عليها من أجل حمايتها، خصوصاً أنها هي من تقوم برعايتها بالرغم من الخلاف الذي وقع بينهما، لرغبة ماجدة في نشر مذكراتها، وهذا ما كانت ترفضه غادة .