الزمالك والتحليل النفسي.
لا أقدر أن أصف بالتحديد مشاعري وأنا أشاهد نادي الزمالك يودع دوري أبطال أفريقيا في القاهرة على يد الوداد المغربي، فكانت مزيجا من الحسرة والدهشة والغضب على حال هذا الفريق الذي كان في يوما من الأيام بطلا لمصر وأفريقيا، وبعيدا عن الحلول الجذرية \”الجهنمية\” والبيان المندفع والمتهور من مجلس الادارة بعدم التجديد للاعبين وإيقاف وتغريم ونصب المقاصل للمقصرين في الميادين العامة،
أحب أن أؤكد أن أزمة نادي الزمالك هي أزمة نفسية في المقام الأول، ثم يأتي بعدها أي أسباب أخرى من التخبط الإداري واستهتار لاعبي الفريق، ويعلم الجميع أن الزمالك على مر تاريخه خسر من البطولات أكثر مما كسب، ولكنه لم يخسر أبداّ ثقة جماهيره كما حدث في مباراة الوداد التي شهدت سبابا جماعيا من الجماهير لمعظم لاعبي الفريق
وهذا يدل على شيء واحد وهو شعور الجماهير بوجود تخاذل وتقصير من قبل هؤلاء اللاعبين نابع من عوامل نفسية قبل أن تكون فنية. وبالتأكيد لن يكون علاج لاعبي الزمالك نفسيا بالأمر السهل، ولكن دعوني أشاركم بتجربة بسيطة وناجحة اتبعها يورجن كلينسمان المدير الفني السابق للمنتخب الألماني مع فريقة قبل بطولة كأس العالم 2006 للتهيئة الفريق معنويا، والتي أرى أنها قد تكون الحل الأمثل للتغلب على أزمة الزمالك.
فقبل كأس العالم 2006، أدرك كلينسمان أن فريقه الشاب المفتقر للنجوم لن يقوى على مقارعة كبار المنتخبات العالمية كالبرازيل وإيطاليا والأرجنتين فنيا وهو شيء واقعي، وتأكد أن فريقه لن يتفوق إلا تكتيكيا ونفسيا، وبخلاف الجوانب التكتيكية بدأ كلينسمان بالاستعانة بطبيب نفسي الذي نظم جلسات للاعبي الفريق لمشاهدة تسجيلات لمباريات المنتخبات الألمانية التي حققت بطولات العالم منها 1954، 1974 لتذكرة لاعبيه بقيمة المنتخب الألماني وحجم المسؤولية الملقاة عليهم بارتداء قميصه.
وبالفعل نجحت التجربة وشاهدنا الفريق الألماني الشاب يحقق برونزية كأس العالم ويتفوق على منتخبات كبيرة كانت مرشحة للقب، بعد أن أدرك لاعبوه أن اللعب على البطولة هو الإختيار الوحيد أمامهم بعيدا عن شعارات التمثيل المشرف وبناء فريق جديد، وتلك التجربة بجانب تطبيقات وجلسات وورش عمل نفسية أخري قد تكون حلا مناسبا لعلاج أزمة نادي الزمالك، الذي أفتقر لاعبوه للطموح وتصوروا أنهم يلعبون لأحد أندية الوسط في الدوري، وترتب على ذلك تراجع كبير أيضا في طموحات جماهير الزمالك، لذلك يجب عل رئيس النادي المستشار مرتضى منصور تعيين طبيب نفسي متميز في هذا البرنامج لبناء الثقة بالنفس وزيادة الدافعية والطموح والفخر والاعتزاز بإسم النادى العظيم والاستفادة من التجربة الألمانية والتي قد تكون أهم وآخر الحلول.
وأنا كطبيب نفسي ومحاضر دولي وصاحب أبحاث معتمدة محليا ودوليا عن الثبات الانفعالي والاتزان العاطفي وبناء الثقة بالنفس وإدارة الأزمات وزيادة الإنتماء والعطاء ولأنني واحد من أعضاء نادي الزمالك وجميع أفراد اسرتى، علي إستعداد تام لتطبيق “علم النفس الرياضي” للحصول على الأداء الأمثل يضاف إليها تعزيز الجوانب التنموية والاجتماعية للمشاركة الرياضية، ومساعدة اللاعبين علي تخطي كل العقبات علي أسس علمية حديثة ومعتمدة. في حين يُعد التركيز على الأداء حجر الزاوية في علم النفس الرياضي، يظل مجرد جزء مما يفعله الأطباء النفسيون اليوم لدعم الرياضيين. فالطب النفسي الرياضي مسؤولٌ أيضًا عن مساعدة الرياضيين على التعامل مع القضايا الشخصية، وزيادة التركيز في الأداء ومعالجة مشاكل الصحة النفسية كالقلق والاكتئاب واضطرابات الأكل وخاصة بعد الإصابات. وهذا العمل سيكون بدون مقابل مادي لانة فقط من أجل نادي الزمالك.
د.هشام ماجد استشاري الطب النفسي والمحاضر الدولي