الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمنوعاتد.هشام ماجد يكتب:الزواج والمرض النفسي معادلة صعبة كيف نحكمها؟

د.هشام ماجد يكتب:الزواج والمرض النفسي معادلة صعبة كيف نحكمها؟

\"\"

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم د.هشام ماجد الطبيب النفسي والمحاضر الدولي

الزواج هدف مشروع لكل شاب وفتاة وخصوصاً من توفرت لديه مقومات وشروط ومتطلبات الزواج ومتطلبات الإستقرار النفسي والأجتماعي والقدرة على تحمل المسؤولية الزوجية وهنا يأتي السؤال الذي يتكرر دائماً على ألسنة أهالي المرضي النفسيين، هل يتزوج المريض النفسي؟ وهل المرض النفسي يمنع المريض من الزواج وتحمل مسؤولياته في المستقبل؟ وهل تشفى الأمراض النفسية بالزواج؟ وهل يستطيع المريض النفسي الإنجاب؟ وهل يؤثر المرض على قدراته وعلاقته الزوجية؟ وهل يصارح أهل الشاب أهل العروس بمرضه، أم من الأفضل أن يخفي عليهم الأمر ؟ والحقيقة أن الإجابة على هذه التساؤلات تختلف من حالة إلى أخرى، فبعض الأسر تلاحظ أن الأبن أصبح كثير الكلام عن الزواج، ويرغب في التقدم لخطبة إحدى الأقارب أو الجيران دون أن يكون مهيأ للزواج ودون أن يكمل دراسته ودون أن يكون لديه عمل مناسب، وقد تفاجأ الأسرة بأنه قد ذهب بنفسه وتقدم للخطوبة من هذه الفتاة وهذا يحدث هذا أحياناً في مرضى الإضطراب الوجداني أثناء نوبات الهوس والعكس من ذلك نجد أن بعض الشباب يرفض الزواج ، ويرفض أي حديث عنه بالرغم من أن سنه وعمله مناسبان للزواج، ويعطي بعض المبررات الواهية التي لا تقنع الأسرة ونلاحظ ذلك في بعض مرضي الفصام الذين لا يستطيعون تحمل مسؤولية الزواج، وفي بعض مرضي الاكتئاب المزمن حيث يشعر المريض بعدم الرغبة في الارتباط مع الجنس الآخر، حيث إنه يعاني من الاكتئاب والميل إلى العزلة والانطواء، وقد يكون هناك ضعف بالقدرة الجنسية بسبب المرض كما ترفض بعض البنات موضوع الزواج بسبب خوفها من تحمل أعباء ومسؤولية الزواج، وقد يكون السبب كذلك خوف البنات من موضوع العلاقات الجنسية المرتبطة بالزواج، ويحدث ذلك في بعض مرضي القلق أو الوسواس القهري وبعض اضطرابات الشخصية ، أما عن السؤال هل تشفى الأمراض النفسية بالزواج فإن الرد على ذلك بأن الزواج استقرار ومسؤولية، وله تبعات ويجب إلا يقدم عليه إلا من له القدرة على القيام بمسؤولياته، فإذا تزوج الإنسان المستقر مالياً ونفسياً فإن الزواج سوف يفيده أما إذا تزوج المريض غير المستقر فمن الممكن أن يؤدي الزواج إلى عدم الإستقرار النفسي وانتكاس المرض أما فيما يتعلق بقدرته على إقامة علاقة زوجية من عدمه، وهل يستطيع الإنجاب؟ وهل يؤثر المرض على قدراته الجنسية ؟ إن المرض النفسي عامة لا يؤثر على القدرة على الإنجاب، لكن هناك بعض الأمراض النفسية مثل الإكتئاب يكون المريض زاهدا ومضطرب في كل شيء، بداية من الأكل والشرب أوالخروج أوالعمل، وحتى في النواحي الجنسية، أما بعد أن تتحسن حالته النفسية بالعلاج، فإنه يعود إلى طبيعته وقدرته على إقامة علاقة زوجية بصورة طبيعية ، عموما إذا كان المريض في حالة استقرار كامل وفي حالة نفسية جيدة، فإنه يكون قادراً على العطاء والإنتاج، وله جميع الحقوق التي ينالها الأفراد العاديون من حق العمل والزواج والاستقلال، لكن بشرط أن تكون حالته مستقرة، وأن يكون مستمراً في العلاج الوقائي إذا تطلب الأمر ذلك، فالزواج يحتاج إلى استقرار الحالة النفسية، ويمكن معرفة ذلك بعد استشارة الطبيب المعالج وتوفر الوظيفة بحيث يكون إنساناً قادراً على تكوين أسرة وتحمل أعباء وتكاليف المعيشة فيما بعد، ومن الأهمية مصارحة الزوجة أو الزوج والأهل بحقيقة المرض، بحيث يكون لديهم علم بمشكلة المريض وحساسيته حتى يستطيعوا مساعدته في المستقبل، ويأخذوا بيده إلى الأمام، فالخداع والغش وعدم المكاشفة أمور مرفوضة في كل الأحوال وهنا تكمن أهمية تفعيل برنامج التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج وكذلك أهمية { الفحص النفسي لكلا الزوجين } قبل إتمام عملية الزواج كشرط أساسي وبرامج الاستشارات وحل الخلافات الزوجية وكل تلك البرامج والفحوصات الوحيد المؤهل لها وتنفيذها هو الطبيب النفسي بمساعده الأخصائي النفسي والاجتماعى وهذا كله من شأنه أن يعزز الترابط الأسري ويزيد من كفاءة الاستقرار العاطفي في المستقبل، ويقلل من نسب الطلاق بحيث تعطي كلا الطرفين آلية لفهم أفضل قبل بدء العلاقة الزوجية بمعرفة ما هو المطلوب والمتوقع من كليهما حتى تستمر الحياة بكفاءتها ونحافظ علي ترابط نسيج المجتمع المصري.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات