د.محمد عزالعرب يكتب:كيف نقضى على فيروس ؟

المطلوب عاجلا للقضاء علي فيروس سي:
فيروس سي:من المعروف أن مصر هي الأعلي عالميا حتي الآن في معدل إنتشار (Prevelance) و حدوث (إصابة سنوية) (Incidence)والتي تتراوح من 2 -6 شخص لكل ألف من عدد السكان(200-500 ألف شخص) يصابوا سنويا بفيروس سي يضافوا للأعداد الموجودة…علما بأن عدد المرضي الذين لايعلمون إصابتهم بفيروس سي يفوق 4 مرات علي الأقل ممن تم علاجهم من فيروس سي (والذين تعدوا مليون ومائتي ألف مواطن حتي الأن في مصر)….الطريق طويل و يحتاج تضافر كل الجهود وليس بالخطب الرنانة وغياب الشفافية في الأرقام!!!!.
ومن المعلوم أن سبب الزيادة الكبيرة في ذلك سابقا هو العلاج الجماعي للبلهارسيا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بعقار (الطرطير المقيء)بإستخدام المحاقن الزجاجية الغير معقمة مما كانت السبب الرئيسي لإنتقال العدوي خلال تلك الحقبة…
أما حاليا فأكثر من 70 % من العدوي تتم عن طريق (MALPRACTICE) في التدخلات الطبية في المنشآت الطبية الحكومية والخاصة وإنتقال العدوي داخلها لعدم التطبيق الأمثل للمعايير الدولية لمكافحة العدوي لعدة أسباب أهمها نقص المستلزمات الطبية وعدم التدريب الكافي….
وللقضاء علي فيروس سي (كحلم وأمل وأمن قومي لنا جميعا)يستلزم فاعلية الشق العلاجي والوقائي…الشق العلاجي ينفذ بكفاءة عالية بحمد الله وبإستخدام الأدوية المثيلة المصرية وكما أشاد العالم بالتجربة المصرية في ذلك…أما الشق الوقائي ومكافحة العدوي فحدث ولا حرج: فهناك قصور شديد في تحقيق المرجو رغم إنقضاء أكثر من 11 عام علي إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية(أنشئت عام 2006)ووجود إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة …ورغم إحترامي لجهود العاملين بتلك الجهات …فإنه يجب تطبيق إستراتيجية قومية واضحة ومحددة زمنيا وبمشارك فاعلة من منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال وكافة مؤسسات الدولة
وللتنفيذ الواقعي للشق الوقائي فيجب أولا وعاشرا زيادة مخصصات الصحة (يجب ألا تقل حاليا في في موازنة عام 2017-2018 عن 5% من الناتج المحلي)وحسب الدستور المصري 2014 ..(وليس المعلن حاليا والذي نعتبره مهزلة حقيقية بجميع المقاييس)مع توعية صحية حقيقية والمضي قدما بالمسح الصحي الإجتماعي والذي بدأ بنجاح في المنيا مع توفير المستلزمات الطبية لمنع العدوي داخل المؤسسات الصحية
هناك الكثير من العمل والعرق يجب بذله من خلال جهود مخلصة وليست مؤتمرات خطابية وردية ورنانة (ومن نوعية كله تمام ياافندم) ..لأن الحقيقة المعلومة للجميع أن الصحة حاليا تعاني في مصر وفي أزمة و مأساة حقيقية ….وإلي أن يبدأ التطبيق التدريجي للتأمين الصحي الإجتماعي الشامل(بعد تنقيته من الشوائب الكثيرة…فلنا الله…مع العمل والعمل والعمل.