
ــ المجلس القومى للسكان المسئول الأول عن تقديم خدمات تنظيم الأسرة .. ولكن !!
ــ خدمة طبية بلا توعية تساوى فشل و تضخم سكانى مروع
ــ التجربة الإيرانية فى تنظيم الأسرة الأكثر نجاحا عالميا و الأقرب لسمات مجتمعنا بسبب التطرف الدينى
أجرى الحوار : خالد حسن النقيب و بسمة مصطفى عمر ـ
فى الوقت الذى تمر فيه البلاد بمرحلة انتقالية تنموية لبناء الدولة العصرية فى مصر تبرز برامج تنظيم الأسرة كأحد أهم البرامج التنموية على الإطلاق و التى لابد أن توليها الدولة اهتماما خاصا بكل اجهزتها التنفيذية و التشريعية و الإعلامية و التربوية .
حول هذه القضية كان لطبيبى الخاص هذا الحوار مع الدكتور عاطف الشيتانى رئيس قطاع خدمات تنظيم الاسرة والصحة الانجابية بوزارة الصحة والسكان .
ـ من المسئول عن تنفيذ برامج تنظيم الأسرة ؟
ـ هناك جهات عديدة مسئوله عن تنفيذ برامج تهدف إلي خفض الخصوبة ممثله في المجلس القومى للسكان والذى يرأسه وزير الصحة والسكان وتعتبر الدكتورة مايسة شوقى هى نائب وزير للسكان ويعد الأعضاء التابعين للمجلس من الجهات الحكومية مثل وزارة الصحة ووزارة التعليم والتعليم العالى والشباب والرياضة و الأوقاف و اتحاد الإذاعة و التليفزيون وكذلك المجتمع المدنى متمثل في المجلس القومى للسكان و كذلك من الشخصيات العامة والخبراء و جميعهم يجتمعون بانتظام بهدف خفض الخصوبة وتنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان والبيئة
الأهداف الاستراتيجية
ـ ماذا عن الأهداف الاستراتيجية التى يقوم عليها العمل فى قطاع خدمات تنظيم الاسرة والصحة الانجابية ؟
ـ توفير الخدمة لكل مواطن مصرى وتوفير المعلومات الأساسية كما أن هناك أهداف تنموية مثل التعليم ومحو الأمية وتخفيض الفقر والدعوة داخل المجتمع ومع صناع القرار لكسب التأييد للبرنامج وحشد الجهود , ولابد أن تراعى الخطة البعد الاجتماعى والبعد الثقافى
ـ هل لاقت الخطة الاستراتيجية معوقات و كيف تغلبتم عليها ؟
ـ كان نشاط قطاع خدمات تنظيم الاسرة والصحة الانجابية شبه مجمد بسبب معوقات كثيرة و لكنه حاليا تحرك بصورة إيجابية من خلال توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الذى كان على علم بأهمية دور قطاع خدمات تنظيم الأسرة و أولاه اهتماما خاصا لمواجهة ارتفاع نسبة المواليد , كما أن الرئيس تبنى مفهوم الأسرة الصغيرة وأعلن ذلك في أكثر من لقاء مما ساعد كثيرا في تنفيذ الخطة الاستراتيجية التى نعمل بها .
ـ هل قمتم بدراسة تجارب دول أخرى حققت نجاحات و مشيتم على هداها ؟
ـ بالفعل قمنا بدراسة تجارب كثير من الدول الأخرى مثل الصين وتونس وبنجلادش و إيران والتى تعتبر هي أفضل تجربة على الإطلاق من وجهة نظرى يمكن أن نستفيد منها , فهذه التجربة التى مرت بها إيران تعد تجربة غاية فى الصعوبة بسبب التيار الدينى المتطرف الذى يفرض سيطرته على نظام الحكم فى الدولة على أساس أنه هو الذى قام بالثورة ,و بالتالى كانت فكرة تنظيم الأسرة فى هذه الدولة مرفوضة بفتاوى شرعية متشددة على الرغم من أن الوضع السكانى الإيرانى في الثمانينات كان أسوأ من مصر إلى جانب حرب العراق التى استمرت سنوات والتى جعلت الشعب يتبنى فكرة انجاب أطفال كثيرة تعوضهم عن ضحايا الحرب .
و سر نجاح تجربتهم العظيم فى كيفية مواجهة معارضة التيار الدينى لتنظيم الأسرة الفكر بالفكر حيث تم تجميع الخبراء فى الأزمات السكانية ورجال الدين بإيران فى مؤتمر فكرى قومى ناقشوا فيه كل شىء يخص الأسس التنموية للدولة و دور الأزمة السكانية كمعوق للتنمية و كان المؤتمر برعاية الدولة ومسئوليها وذلك من أجل اتحاد الرؤية و بالفعل تم الاتفاق على ضرورة تبنى خدمات تنظيم الاسرة على المستوى القومى وبشكل عاجل حيث تحول رجال الدين من الرفض القاطع لقبول فكرة التنظيم عن اقتناع .
دعوة لكسب التأييد وتوحيد الرؤية
ـ ما هى رؤيتكم فى تنفيذ خطه التوافق بين أجهزة الدولة و ذلك بصفتكم خبيرا فى هذا المجال خاصة و أنه كانت هناك أخطاء في الماضي ؟
ـ لابد من الوصول إلى حالة توافق وكذلك لابد من التعاون بين الاجهزة المعنية مثل مجلس الشعب والإعلام والسلطات التشريعية لابد من الوعى بوضع السكان الحرج في مصر والمقبلة عليه .
داخل وزارة الصحة تنحصر المسؤولية فى توفير الخدمة لمن يطلبها و لكن فكرة التنمية وتنظيم الأسرة هما ركائز النجاح لأى دولة .
هل ترى أن الخلط بين مصطلحي تحديد النسل وتنظيم الأسرة وراء عدم نجاح التجربة ؟
فكرة التحديد أو التنظيم كانت لغة شيطانية شغلت الدولة لفترة طويلة من الزمن مع دخول العنصر الدينى و عدم التفهم الصحيح لمعنى المصطلح مما أدى إلى تخبط الناس , أيضا مع مفارقة الإخوان لنظرائهم في إيران عن فكرة تنظيم الأسرة التى رفضوا التعامل معها .
ـ ما الفرق بين تنظيم الأسرة وخدمات تنظيم الأسرة ؟
ـ وزارة الصحة تقدم الخدمة ولكن ليست مسئولة عن تنظم الأسرة والتى هى ممارسة سلوك انجابى داخل البيوت , وهنا تأتى مسئولية الوزارة لتقديم الخدمة لتحقيق ذلك التنظيم المرغوب.
و فى إطار بناء الدولة و خطط التنمية يكون الدور المنوط بوسائل تنظيم الأسرة الأكثر فاعلية فالتنمية هى برنامج تنظيم الأسرة الفعال الأول في العالم مع التأكيد أن أوربا لا توجد بها برامج تنموية أو توعية لتنظيم الأسرة كما في مصر ويرجع السبب في ذلك إلي معرفة البشر بطبيعة حالها والقدرة على اتخاذ القرار , فالتنمية المستدامة تقول باستخدام الموارد المتاحة لديك بكفاءة لتضمن حق الاجيال القادمة من نفس الموارد .
مستوى الإحلال و العمر الانجابى
ـ ما هى أهداف الخطة القومية لتنظيم الأسرة ؟
ـ عند الحديث عن أحد أهداف الخطة وهى تقليل عدد المواليد من 35 طفل لكل 10 سيدات إلي 24 طفل اى بمعدل طفلين لكل اسرة عام 2030 , و هناك مؤشر ديموجرافى يوضح متوسط عدد الاطفال لكل سيدة في عمرها الانجابى .
كذلك مستوى الاحلال وهو أفضل وضع لأى شعب وهو الثبات وعدم الزيادة في عدد الأطفال , ففي مصر مثلا عام 2008 وصل المسح إلي 3 أطفال لكل سيدة طوال فترة عمرها الانجابى , ولكن بعد 20سنة جهد في 2014 نتائج المسح هى 3 ونص لكل سيدة أى 35 طفل لكل 10 سيدات وهى مفاجأة محزنه وذلك لأن هذا الوضع من سنة 2000 .
ميزة المسح هي الكشف عن نسب المحافظات والتى كان منها الاسكندرية 2.2 طفل لكل سيدة وهى تقترب من المستوى العالمى في حين أن الفيوم 1.4 أى 41 طفل لكل سيدة وهو تفاوت رهيب داخل مصر بين المحافظات الريفية والحضرية وهذا يتطلب توجيه الموارد وتحقيق العدل في تخصيص جهود التنمية وخاصة أرياف الصعيد والتنمية شامله تعليم وتصنيع ووظائف و لإحداث التنمية المستدامة وعمل الربط بين جهات الدولة أنشئ المجلس القومى للسكان سنة 1985 لإيمان الدولة بتشعب المشكلة وتعدد المسئوليات ولذا ففى تشكيل المجلس القومى للسكان كان لابد من وجود جميع الجهات التنفيذية للاتحاد و توحيد الموارد وهذا ليس كافيا لانه هناك مجالس إقليمية في المحافظات يجب التركيز عليها والذى تم تشكيله قريبآ , وعدم الاستقرار في التشكيله وعدم الاستمرار في وضوح المسئولية خلال الفترة السابقة لإدارة البرنامج وكذلك إنشاء وزارة السكان و إلغاءها 3 مرات اثر على البرنامج وادى لإحداث ربكة في إدارة البرنامج مما أفقد البرنامج الاستمرار والاستدامة .
ـ و لكن ماذا عن الخدمة المقدمة وتقديم الدعم لها ؟
ـ هناك ما يقرب من 5900 عيادة متنقلة , وثابتة وهى منتشرة بين الوحدات الريفية والمركزية والمستشفيات العامة والجامعية بعضها يوجد بها عيادة لتنظيم الأسرة في القطاع الحكومى أما في القطاع الخاص بالصيدليات والعيادات يمثل 40 % من حجم الخدمة أى سيدة تتجه إلى وحدات الحكومة و40% إلى الوحدات الخاصة .
بداخل كل عيادة دكتور وممرضين يتم تدريبهم , وكذلك محاولة مراعاة معايير جودة الخدمة بمعايير متفق عليها مع منظمة الصحة العالمية مع توضيح أن مشكلة الجودة تأتى من الأطراف في الأرياف بسبب عزوف الأطباء عن الإقامة في وحدة بالأرياف مع القصور المادى لتعويضه .
و أريد أن أؤكد على سهولة الحصول على خدمة على مستوى الجمهورية .
التكلفة تقريبا 100 مليون على توليفة وسائل معينة مثل اللوب والحقن الشهرية وكبسول تحت الجلد والحبوب جميعها للسيدات .
ـ هل مازالت مشكلة ختان الإناث قائمة ؟
ـ هناك احصاءات تحزن خاصة أن بعض المحافظات تصل فيها نسبة الختان إلى 90% بالرغم من أنها تنحصر فى القرى إلا أنه من المفروض عدم وجودها في مصر على الإطلاق و الدعم الكافي من الدولة غير موجود لحل هذه المشكلة خاصة بأنها قضية مجتمعية وليست صحية .
أيضا جهود التنمية في الوقت الحالى مازالت ضعيفة لذلك أقول لابد وأن تكون الرسالة الموحدة توعوية .