همسات الماضى
قصة قصيرة بقلم . خالد حسن النقيب
همسات فى قاع الفنجال تحملها تعبيرات خاصة، لغة لا يفهما غير إنسان واحد لامست شفتاه طرف الفنجال و مع أول رشفة ارتوى القلب شغفا يسرى فى أنفاسه .. !
قالت له ذلك فنجالى اقرأه فوجل منها و ارتعشت يده، ممسكا بالفنجال حاول أن يتقهون و يفك رموزا تطلسمت إلا من قلبه يحتفظ بشفرتها .. !
توسلت إليه .. بللت يده بقطرات عينيها النجلاوين .. قبلتها و انزوت توارى رشفة رسمت بقايا من ذرات القهوة على شفتيها .. !
عاد يقرأ طلاسمها، يناجيها، تحترق أنفاسه، يتفتق جبينه عرقا مبللا بشفرة طلاسمها، قال لها أعذرينى فيما قرأت و أعذرينى لن أعيد إليكى فنجالك فما سطرته رشفة ارتسم أشواقا باتت ليالى سهادا و أملا ..!
كانت أصابعها تداعب عينيه فتفتحت لها زهرا نديا .. أيقظته، اعانته حتى غادر فراشه لجلسته المعتادة كل صباح فى الفرندا .. يجلس إليها خيالا مضى منذ زمن و لكنها مازالت على جلستها، ليست هى، شئ منها، تشبهها، تماثل روحها، تتحدث بحديثها .. قدمت له القهوة و قالت تلك قهوتى أنا يا جدى .. !