بقلم : إبراهيم أبوالعزم _ باحث فى علوم الإنسانيات ..
حقيقة يبكى القلب و الضمير و الروح للحادث الإرهابى المأساوى الذى راح ضحيته شهداء من إخواننا الأقباط و أيضا من إخواننا المسلمين الذين كانوا يسهرون على تأمينهم أو يشاركوهم فرحتهم بأعيادهم الطيبة كما هو الحال دائما فى شعب مصر البار الجميل الطيب السمح ذو الطبيعة الخيرة الذى أشرف بإنتمائى إليه و أنا أعزى إخوانى الأقباط كنت أٌقول لهم و أعزى نفسى أيضا و هذه حقيقة لا يعرفها إلا من عرف معنى كلمة الأسرة المصرية بمعناها الواسع الوطنى و الإجتماعى .
حقيقة تجد أن الإرهاب على مستوى العالم كله عندما يظهر عند أتباع اى دين سماوى يكون بسبب غياب الصلة و التطبع الروحى و الخلقى و النفسى بإنسانية النبى أو الرسول الذى أرسل لهم
ففى كل الديانات يتم إعداد النبى أو الرسول من قبل الله منذ صغره إعدادا إنسانيا فنجد فى كل مظاهر سيرة الأنبياء و الرسل السابقين قبل أن يأتيهم الوحى تتجلى فيهم آيات المروؤة و الكرم و الصدق و الوفاء و الحب و الرحمة والمودة
التى هى جوهر الإنسانية فى اكمل صورها و هذا ما ظهر جليا عند ساداتنا :-
إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يحيى و موسى و عيسى و محمد …عليهم جميعا أفضل الصلوات و أتم التسليمات
و بصفتى مسلم حزين أشد الحزن على ما يحدث من إرهاب بإسم ديننا الحنيف الطاهر الرحيم دين المحبة و السلام
أتكلم عن واقع مهم و هو غياب مفهوم الإنسانية المحمدية عنا كمسلمين و عن لغة الخطاب الدينى للأسف !!!
فتجد الكثير فى لغة الخطاب الدينى يتكلم عن الشريعة و أحكامها فقط .
مع أن المحمدية ( و هى مظهر الإنسان ) مقدمة على الرسالة ( الشريعة ) فى أساس الإسلام و جوهره و هى شهادة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد << رسول الله )
و هذا من حكمة الله سبحانه و تعالى و تمام أمر علمه …فسبحانه و تعالى يعلم ببما سيحدث بيننا اليوم من أشخاص يؤلون الشريعة حسب فكرهم و طبائعهم التى :- إن قلنا حيوانية ظلمنا الحيوان !!!!!!……نعم فالحيوان لا يؤذى أخيه الحيوان سواء من نوعه أو حتى من غير نوعه ….غاية الأمر فى الحيوان التحرك وفقا لما وضعه الله فيه من غريزة حب البقاء فى الطعام و التزاوج …و لم نجد حيوانا يهاجم حيوان آخر خارج إطار هذه الأسباب التى هى تعتبر شرع بالنسبة له
( فالحيوان تحقق بحيوانيته فلم يخرج عن مقتضاها و مقتضى حكمة الله فيها )
بينما للأسف عندنا بشر لم يتحققوا بإنسانيتهم , بل و دنسوا حكمة الله و إرادته فى رسالته المسماة بالشريعة …فأى مأساة نحن بها و أى خلل تعيشه طبائعنا الإنسانية !!!!!!!!
لذا فأرى أهمية الإهتمام ببناء الإنسان و أرى أهمية إبراز الإنسانية المحمدية و تدريسها للعالم الإسلامى كله , قبل البدء فى دراسة علوم الشريعة ….
ووضع معايير إنسانية واضحة مستقاة من ( الإنسانية المحمدية ) تكون ضابطة لطبائع و فهم من يفسر الشريعة
و مصطلح ( الإنسانية المحمدية ) نادرا ما نجده يتردد فى أدبيات الفقهاء أو رجال الخطاب الدينى
لذا أرى أنه يجب يكون جوهر رسالة الدعوة و الخطاب الدينى هكذا :-
( كن إنسانا أولا ثم إبحث بعد ذلك عن الإيمان )
فكيف يصح لك بحث عن الله و الحيوان الغير مكلف أزكى احساسا منك بالوجود و أرحم منك بكل ما حوله !!!!!!!!!!!!
فأنت إن هبطت عن مرتبة الإنسانية فكيف يصح لك طلب إيمان أصلا و هل الإنسانية شكل فقط أم جوهر و كيان و خلق و إحساس و مشاعر
* و هذا أحد معانى ما ذكرناه سابقا من أن المحمدية ( التى هى أعظم مظاهر الانسانية رحمة و حبا و ظهورا و إنسانية ) أسبق فى الشهادة التى هى أصل الدين من الرسالة التى تمثل الشريعة …..و تأمل :- لا إله إلا الله محمد رسول الله
فيارب كلنا نفهم و نقدر معنى كلمة إنسان و معنى إن سيدنا محمد و إخوانه الأنبياء ( إنسان )