الأحد, يوليو 27, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمتابعاتالمجاعة كارثة من صنع الإنسان

المجاعة كارثة من صنع الإنسان

 

كتبت: أمنة عبد الحليم

المجاعة هي أزمة إنسانية حادة تتمثل في نقص حاد في الغذاء يؤدي إلى سوء تغذية واسع النطاق وموت جماعي محقق. وعلى الرغم من أن المجاعات من قبل كانت تُفهم إنها بسبب الكوارث الطبيعية مثل الجفاف، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن العوامل السياسية والنزاعات والحكومات الفاشلة تلعب دورًا أكثر تأثيرًا في حدوثها متعمده. وأحد أبرز الأصوات في هذا السياق هو العالم البريطاني أليكس دي وال، الذي كرس حياته لدراسة المجاعات في أفريقيا والشرق الأوسط.

alekhbary.com hCv7zP1g

وتُعرف المجاعة بأنها عدم توفر الطعام والغذاء ، أي حالة انعدام الأمن الغذائي الواسع الذي يؤدي إلى وفيات جماعية .
الأسباب التقليدية للمجاعة كالتالي:
الجفاف والتغيرات المناخية .
الآفات الزراعية.
تدهور التربة.

وبالإطلاع علي رؤية أليكس دي وال ، عن المجاعة فإنه يري المجاعات الحديثة لا تحدث فقط بسبب الطبيعة ، بل غالبًا ما تكون “نتاجًا متعمدًا للسياسة”.

كما ذكر في كتابه: ” المجاعة والسياسة: المجاعات المعاصرة والسياسة التي تصنعها” Mass Starvation: The History and Future of Famine. أن المجاعة الحديثة ليست كارثة طبيعية، بل هي جريمة سياسية.
الحكومات والجهات الفاعلة في الصراعات تستخدم الطعام كسلاح لإخضاع خصومها.
كما يرى دي وال: أن معظم المجاعات التي حدثت منذ منتصف القرن العشرين لم تكن بسبب نقص فعلي في الغذاء ، بل بسبب الحصار على المناطق المتضررة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام التجويع كأداة حرب، كما حدث في السودان ، وإثيوبيا، واليمن.
وهناك أمثلة من الواقع:
1. المجاعة في إثيوبيا 1983–1985: تسبب نظام منجستو الحاكم في تأخير وصول المساعدات الإنسانية للمنكوبين، ما أدى إلى وفاة أكثر من مليون شخص.
2. المجاعة في اليمن منذ 2015 حتى اليوم: يُعدها دي وال واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية الحديثة، حيث تُستخدم الموانئ والمساعدات كأدوات ضغط سياسي.
3. المجاعة في السودان وجنوب السودان: يؤكد دي وال أن المجاعة هناك كانت نتيجة مباشرة لصراعات مسلحة ومنع متعمد لوصول المساعدات.

والحلول وفقًا لرؤية دي وال ، هي: ضرورة محاسبة الحكومات أو الجماعات التي تستخدم التجويع كسلاح، وتعزيز الشفافية والإستجابة الإنسانية، السريعة، ودعم أنظمة الإنذار المبكر لرصد خطر المجاعة قبل حدوثها، وإدماج المجاعة كقضية قانونية في القانون الدولي بإعتبارها جريمة حرب.

فالمجاعة لم تعد مجرد نتيجة للجفاف أو الكوارث الطبيعية، بل أصبحت سلاحًا في يد بعض الحكومات والأنظمة السياسية.

فرؤية العالم أليكس دي وال تسلط الضوء على البُعد الأخلاقي والسياسي في هذه الكوارث ، وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لمنع تكرارها .
فالمجاعة، كما يقول، ليست حدثًا لا يمكن تجنبه ، بل هي دائمًا خيار صُنع في مكان ما من قبل شخص ما.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات