الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةدراسات علميةالضجيج المسائي والليلي أخطر أنواع الضوضاء التي تؤثر على صحة الإنسان

الضجيج المسائي والليلي أخطر أنواع الضوضاء التي تؤثر على صحة الإنسان

كتب : محمد حسين زغلة _

دراسة ألمانية توصلت إلى تطوير معادلة تربط تغير سرعة وزارية إقلاع الطائرات مع تقليل الضجيج الصادر عنها * قياس «جرعة الضجيج» المسائي المسببة للاضطرابات والكآبة وضعف التركيز وأمراض القلب والدورة الدموية أصبح من الثابت لدى العلماء المختصين بأمراض البيئة أن الضجيج يسبب العديد من الأمراض للبشر المعرضين له أكثر من غيرهم, وتوصل العلم في الفترة الأخيرة إلى أن أخطر أنواع الضجيج هو الضجيج المسائي الذي يصدر في الغالب عن الطيران الليلي ويلقي بأعراضه على البشر النيام بالقرب من المطارات ويبدو حتى الآن، أن خطر الضجيج المسائي على الصحة ينجم في الأساس عن حالة اضطراب النوم التي يسببها وما يصاحبها من أعراض ترتبط بالوضع النفسي والكآبة والإرهاق وضعف التركيز وأمراض القلب والدورة الدموية. وهذا يعني أن الأطباء اليوم أصبحوا يعرفون تماما تأثير الضجيج المسائي على الصحة العامة، لكن فرصة قياس «جرعة» الضجيج الخطرة على الصحة لم تتح لهم حتى الآن بسبب قلة وضعف الدراسات التي تهتم بهذا الموضوع.

*جرعة الضجيج:

وأعلن معهد طب الرحلات الجوية الألماني الشهر المنصرم أنه توصل لأول مرة في العالم إلى قياس شدة الضجيج الكفيلة ببعث الاضطراب في نوم الإنسان والتسبب بالتالي بالأمراض, وطبيعي فإن تحديد قوة «جرعة» الضجيج التي تسبب الأمراض يعين الطب الوقائي على تحديد فترات إقلاع وهبوط الطائرات في المطارات, ويعين الأطباء على وضع مقاييس ثابتة لحماية المواطن من خطر الضجيج المسائي وذكر الباحث ماتياس باسنر من المعهد المذكور الذي يتخذ من مدينة كولون مقرا له
أنه أجرى دراسة من نوعها حول «جرعة الضجيج المسائي و تأثيراتها» على الصحة العامة. ولا تكشف الدراسة قوة الجرعة المسببة للمرض وإنما الحد الأدنى لشدة الضجيج الذي يعمل على إيقاظ الإنسان من نومه أو تقلق نومه دون أن يشعر بذلك ولم يعلن باسنر عن تفاصيل الدراسة لكنه وعد بنشر نتائجها حال اعتمادها من قبل وزارة البيئة الاتحادية ببرلين. ويرى الباحث إن تحديد الجرعة المسببة للأمراض أمر مهم لكنه لا يحل المعضلة الرئيسية المتمثلة في كيفية خفض ضجيج الطائرات

وتحتاج صناعة الطائرات وخصوصا «باصات» الجو الضخمة، إلى دراسات وسنوات طويلة حتى تطور التقنية اللازمة لخفض ضجيج المحركات والصوت الناجم عن الاحتكاك والنفاثات.

وتوصلت دراسات سابقة إلى أن تحويل مجرى الهواء الخارجي من المحرك إلى الغرف الجانبية في هيكل الطائرة يقلل من الضجيج. ونجح المهندسون بهذه الطريقة في السابق بتقليص الضجيج ست مرات، لكنهم استنفدوا الإمكانية هنا وعمد بعض المهندسين إلى تكبير ريش التوربينات بهدف تقليل الضجيج ونجحوا بذلك فعلا إلا أنهم ضاعفوا بذلك استهلاك الوقود. وأدى ذلك كما هو متوقع إلى رفع أسعار رحلات الطيران.

في الايرباص الأوروبي «إيه 320» نجح المهندسون الألمان في تقليل المساحة السطحية للطائرة بغية تقليل الضجيج وفعلوا ذلك عن طريق «إخفاء» خزان الوقود داخل هيكل الطائرة بدلا من بنائه قرب السطح الخارجي. إلا أن الهواء تسرب لاحقا إلى المنطقة المحيطة بخزان الوقود ليصدر صوتا مزعجا كالعويل واضطر المهندسون أخيرا إلى حماية هذه المنطقة بواسطة صفيحة من الألمنيوم قوية تحمي خزان الوقود من احتكاك مجرى الهواء بها.

*مسارات الإقلاع والهبوط :

ويقترح باسنر لذلك مؤقتا تغيير مسارات خطوط الإقلاع والهبوط وتغيير طريقتي الإقلاع والهبوط بهدف تخفيف تأثير الصوت على السكان القريبين من المطارات
ويجب ملاحظة أن هذين الاجراءين لا يقللان شدة الصوت وأنما يعيدان توزيعه فقط بما يقي المواطنين من تأثير الضجيج المباشر. ويبقى أمل الطب البيئي معلقا في هذا الموضوع على مدى نجاح الصناعة في إنتاج (الطائرات الخافتة الصوت ) .

وتثبت الدراسة التي أجراها معهد طب الرحلات الجوية أن من الممكن خفض ضجيج الطائرة بمقدار 6 ديسبل (الديسبل هي وحدة قياس الضجيج) إذا ما اقلعت الطائرة بزاوية عمودية من المطار, فالإقلاع العمودي يضمن أسرع ابتعاد للطائرة عن الأرض وبالتالي تصبح أقل طيرانا فوق المناطق السكنية القريبة وهذا يعني أيضا أن رفع سرعة الإقلاع يقلل بدوره تأثير الضجيج على السكان لكن شركات الطيران تبتعد عن الإقلاع العمودي والسرعة القصوى بسبب استهلاكهما الكبير للوقود وبسبب تأثيرهما على هيكل الطائرة فاعتماد هذه الطريقة في الإقلاع تتطلب صيانة أكبر وأكثف للطائرة وترفع بالتالي كلفة الطيران مجددا.

وظهر من التجارب الحالية أن بمقدور الطيار أن يرفع الطائرة بسرعة اكبر في الجو مع الحفاظ على نفس استهلاك البنزين من خلال الزيادة التدريجية لزاوية الإقلاع. واستخدم باسنر وزملاؤه الكومبيوتر لتحليل علاقة قوة الصعود بالسرعة وتوصلوا إلى أفضل علاقة للسرعة ـ الارتفاع ـ الضجيج. وطبيعي فإن معادلة السرعة ـ زاوية الإقلاع ـ الضجيج، التي تقلل الضجيج على المناطق الأرضية المأهولة لا يمكن تعميمها على كافة المطارات لأنها تتغير من مطار إلى آخر حسب شكل وحجم وإحداثيات كل مطار. وهذا يدعو سلطات كل مطار إلى اكتشاف المعادلة القادرة على خفض الضجيج إلى أقل ما يمكن على الأراضي القريبة من المطار.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات