الأربعاء, أبريل 16, 2025
spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمنوعاتالصيدلية التربوية .. رحلة مع أطفالنا داخل الحياة

الصيدلية التربوية .. رحلة مع أطفالنا داخل الحياة

بقلم الدكتورة : إيناس حامد استاذ الاعلام المساعد وثقافة الطفل جامعة عين شمس

تضطرب أحيانا العلاقة بين الآباء والأبناء وتظل تحت غطاء لا يكشف عنها أحد إلا فى أشد الظروف فيعتقد الآباء أنهم قدموا كل ما لديهم ، ولكن عصيان أوامرهم من قبل الأبناء يصيبهم بالصدمة فتتوتر العلاقة التى قد تكون نتاج الخوف الزائد من الآباء تجاه أبنائهم ومحاولة الأبناء نيل الحرية والاستقلال بعيدا عن الآباء .

يفرض الآباء والأمهات آرائهم عليهم بالأسلوب الحاد والنهر أو بتكرار الطلب لتنفيذ الشىء نفسه ، وفى كل الحالات تسيطر الأم أو الأب ويصران على تنفيذ ما يريدونه فنجد الإبن مثلا يرغب فى اللعب وترفض الأم  سواء للمذاكرة أو الخوف عليه لما قد يصيبه من أضرار أو أحيانا يكون الرفض غير مبرر وإن حاول البكاء تهدده بالعقاب ولكن هل أوجدت له البديل الذى يشبع احتياجاته .

و إن فرض الآباء أنواع معينة من الألعاب على أبنائهم التى قد لا تناسب ميولهم ويجدونها مملة لا تتماشى مع رغباتهم فيغضب الأب ويؤكد على مميزات تلك اللعبة أو أن يفرض نظام تعليمى عليهم فى مرحلة عمرية متقدمة يكون من حقه  هو الاختيار فيرغمه على شئ لا يتفق مع قدراته بأسلوب يكبت طاقات أبنائنا بداخلهم ويجعل هناك اضطرابا فى شخصيتهم  ، فلنحاول أن نمنحهم الحب ، دون أن نحاول أن يكون نسخة مصغرة مما كنا نريد أن نكون فيمكننا أن نوضح المميزات والعيوب ونترك لهم الخيار ليتحملوا مسئولية اختيارهم .

اعلم أن هذا صعب ، وإذا حدثنا أنفسنا نعزم على أن نفعل ذلك ، ولكن فى أول حوار ينهار كل شىء.

عندما ننظر لتجارب السابقين نجد فى قصص الأنبياء الكثير الذى يدلنا على ضرورة الحوار دون تسلط حتى و إن كان الأمر محتوماً  فنجد سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما رأى في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل.

وإبراهيم يعلم أن رؤيا الأنبياء وحي أي نوع من الصراع نشب في نفسه لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه فكر إبراهيم في ماذا يقول له .. فكر إبراهيم فى حوار مع ابنه ، فذهب إلى ولده (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى).

هل هناك أجمل من هذا حوار لطفاً وموده وترك الأمر لإبنه. فأجاب : (قال يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

كذلك الحوار بين نوح عليه السلام وابنه حيث نادى نوح ابنه : \” يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ \”، فيردعليه : \”  قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء \” عاد سيدنا نوح يخاطبه : \” قال لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ \” ، وانتهى الحوار بين نوح وابنه \” وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ \”

وهناك حوارات بين يعقوب وابنائه ، لنجد سيدنا يوسف يحكى لأبيه يعقوب عليه السلام عن رؤيا رآها وكيف استمع الأب إلى رؤيا ابنه وحذره أن يحكيها لأخوته وكذلك حواره مع ابنائه الاخرين حينما دخلوا باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة . حين قالوا : (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)  لينتهى حوارهم \” بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ \”.

إذاً الحوار كان جزء مهم فى العلاقة بين الانبياء وابنائهم ، فتلك نماذج تعلمنا أن هناك تواصل بين الآباء وأبنائهم يكون فيها الأبناء على صواب أو أحيانا على خطأ

فهل هناك هذا الحوار بيننا وبين أبنائنا أيضا ؟

شاركوا أبنائكم فى الآراء وتناقشوا معهم وشجعوهم على القيام بمختلف الأنشطة دون إشعارهم بالرقابة المسيطرة عليهم ، الرقابة التى تحافظ عليهم دون قيود أو تسلط .

ولكى يحدث ذلك يجب أن ندربهم على بعض المهارات خلال مراحلهم العمرية لتصبح عادات حميدة لديهم وتهيئهم لتنشئة اجتماعية وثقافية وصحة نفسية سليمة .

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات