يقوم بتفسير الأحلام أسبوعيا : إبراهيم أبو العزم .. الباحث فى علوم الإنسانيات ..
دائما الحلم ما يحتوى على رسالة
بدليل :- قول الحبيب المصطفى صل الله عليه و سلم :-
(الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) صحيح سنن ابن ماجه 3154 .
فلقد بين الحبيب المصطفى المصطفى أنواع الرسائل :-
رسالة من الله …….و رسالة من النفس ……….و رسالة من الشيطان
و يدور علم تأويل الرؤى و فهم رموزها حول مدى القدرة على فهم هذه النوعيات من الرسائل
و ما علاقة :- نوعى رسائل النفس و رسائل الشيطان …بالرسائل من الله
هل توجد علاقة فعلا و هل لهذا علاقة بما ذكر فى سورة يوسف …من وصف اضغاث أحلام ( التى لم ينفى سيدنا يوسف أو القرآن عنها هذا الوصف ) و لكن فى نفس الوقت استخرج منها رسالة شاملة شملت البشرى من الله بالفرج و شملت ايضا التخويف من الشيطان بالفقر و المرض و شملت أيضا حديث النفس لفرعون مصر فى هذا الوقت بشؤون الحكم
إن السنة و القرآن لا تعارض بينهم أبدااااا بل تواصل و فتح آفاق فهم و علم لنا من الله و رسوله
إن أردنا أن نضيف فهم جديد للفهم التقليدى للحديث النبوى الذى بيناه أعلاه
فسنبدأ من نهايته :-
و هو أمر الرسول صل الله عليه و سلم بعدم قص ما يكره على أحد و ذلك لعلمه صل الله عليه و سلم أن ما يكرهه الإنسان يكون غالبا من نوعية الرسائل إما النفسية أو الشيطانية ….و فى النوعين إبراز لجوانب الضعف و الوهن عند من رأى الرؤيا و ليس كل المعبرين على درجة ورع و قوة إيمان تجعلهم لا يستغلوا مثل هذه الجوانب ضد من رأى هذا إن وجد المعبر لعلم الرؤى أساسا لأن هذا العلم فى حقيقته هبة من الله .
كما ان كلا من رسائل النفس و رسائل الشيطان يمكن أن يفهم منها ضرورة التوجه إلى الله فى التو و اللحظة
لذا قال الحبيب المصطفى صل الله عليه و سلم كما ورد أعلاه (وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) و الصلاة كما هو معروف ذروة سنام العلاقة مع الله و التى قال الحبيب المصطفى فيها ( وجعلت قرة عيني في الصلاة )
و بالتالى فإن فهم الحديث بنظرة فهمية جديدة يكون كالتالى :- عالم رسائل الرؤى كلها خير فأول نوع منها رسالة من الله و النوعين الإخرين يحيلانك إلى ذروة سنام المحبة الربانية و هى ( الصلاة )
و الآن مع احد رموز المنامات و هو :- الثعبان
الكثير من التفاسير المتداولة تقول بأن الثعبان إذا حلم به فهو دليل على العداوة من شخص أو دليل سحر
و أيضا تتكلم عن أحوال عضه للإنسان و هى موجودة على الإنترنت بكثرة لمن شاء الرجوع لها
و كما أن رسائل المنامات تتجدد بتجدد الظروف الحياتية و العصرية المحيطة بالإنسان كذلك يتجدد الفهم لها و لمدلولاتها بتجدد تلك الظروف الحياتية و العصرية المؤثرة على الإنسان و التى جعلها الله أحد أدوات قانون الأسباب الإلهى
و هذا الفهم هو يجب ان يكون مؤيدا بالكتاب و السنة و قواعد المنطق و الإستدلال الصحيح
و لقد ورد الثعبان فى قصة سيدنا موسى عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم
الموقف الأول
في الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها، وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى، وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها، فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.
ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد من الآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17-21].
الموقف الثاني
أما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولة إقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاه فإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجد عدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:
1- (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104-109].
2- (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23-34].
أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون.
و خلاصة هذه المواقف و الذكر القرآنى :- أن الثعبان من أحد اوجه ما يرمز له هو النصر على الأعداء و القرب بالنصر و التمكين من الله
و أيضا إن كان دليلا على وجود سحر أو عمل غير طيب فهو فى نفس الوقت دليل على قرب انتهاء و تدمير هذا العمل لأن عين الكشف عن المرض و تشخيصه هو عين بداية الشفاء منه بإذن الله
و الله أعلى و أعلم و هو يهدى إلى سواء السبيل و نور الفهم و الرحمة و العلم
و إلى لقاء قريب على صفحات جريدة طبيبك الخاص مع نفس السلسلة و الجديد فيها إن شاء الله
و نسعد بتلقى إستفساراتكم و آرائكم عبر موقع الجريدة الإلكترونى و على عنوانها على الفيس بوك