لا شك أن لكل منا هدف وأن لكل إنسان رسالة خلقه الله من أجل تلك الرسالة وتختلف الرسالة باختلاف حاملها وعلي حسب تكوينه وفهمه لتلك الرسالة وطريقة توصيلها وإحساسه بالمسئولية وتأديتها بكل أمانه وتتضاعف تلك المسئولية إن كان حامل الرسالة مبدعا أو من أرباب الكلمة لأنه في تلك الحالة يكون قوة مؤثرة في المجتمع ويصبح لإبداعه قوة باستطاعتها تغيير المجتمع إما للأفضل أو للأسوأ مادام المبدع يتناول قضايا مجتمعه بالعرض والفهم لأبعاد القضية ووضع الحلول الممكنة من وجهة نظرة الإبداعية
وفي مجال قضية الإعاقة لم أجد مبدعا يبحث في أسرارها ليعرض أروع ما فيها ويبرز نماذجها الصالحة للعرض ليغير مفهوم المجتمع تجاه الإعاقة ومن ينتمون إليها ولم أجد مبدعا يرصد سلبيات الإعاقة ويعرضها حاملا لواء التغيير ورغم أن الإعاقة في مصر تقع ضمن القضايا المؤجلة إلا أن المبدعين يتناولونها علي استحياء وعلي فترات متباعدة بمعدل عمل كل 20 عاما وكأن للإعاقة طفرات أو أن المجتمعات تتغير وتظل الإعاقة وأربابها من الثوابت التي لا تخضع لقانون التغيير فمنذ فيلم الخرساء عام 1961 إلي فيلم توت توت عام 1993 ثلاث عقود وعين المبدع لا ترصد سوي الاختلاف والاستغلال والتهميش وتمييز المعاق بإعاقته رغم تغير المجتمع في تلك الفترة وتطوره واختلاف ثقافته ويد الحداثة التي تركت بصمتها علي كل شيء في مجتمعنا إلا قضية الإعاقة ثم سادت فتره سكون إبداعي اللهم إلا بعض الأعمال التي تعد علي أصابع اليد الواحدة كالحرامي والعبيط مثلا الذي دار في نفس الفلك فلك رصد السلبيات
وهنا أتساءل متى يري المبدعون في اختلافنا إيجابيات تصلح للرصد متى يرصدون قدرتنا وإرادتنا ونجاحنا وتطورنا رغم اختلافنا ويحدثون به ضجيجا كالذي يحدثه رصدهم لاختلافنا والعجب كل العجب أننا لو واجهنا المبدعين بجرائم إبداعهم تلك وما ينتج عنها من زيادة الجرائم المجتمعية تجاه الفئة المنعوتة سلفا وأزلا بالفئة المستضعفة احتموا جميعا بعبارات الثناء علي الإعاقة وأربابها وزيلوا دفاعهم بالثناء علي قصه الأديب طه حسين وما حوته من روعة الأحداث
هنا يجب أن أقول أن قصة الأيام كانت رائعة لأنها سجلت بيد صاحبها فقد سجلها كما عاشها دون تدخل يفسد العلاقة بينه وبين سيرته الذاتية لهذا صارت الأيام عملا إبداعيا يحترم وأقسم لكم أن في مصر ألاف كطه حسين يقتلهم إبداعكم الذي يصورنا كتمائم للرزق والنصر وتذكروا أن الغرب عندما سجلوا اختلافنا وأحدثوا ضجيجا لهذا نشأ في مجتمعاتهم هيلين كيلر وبيتهوفن ولويس برايل ونيكولاس فوجيسيك وأنتم عندما سجلتم اختلافنا أحدثتم ضجيجا زاد معدل الجريمة والاستغلال وسرقه الأعضاء بين ذوي الإعاقة فتضاعفت المعاناة لكل ضجيج طحن فأين طحن ضجيجكم قطعا لوجودنا هدف غير أن نكون مختلفين في عيونكم فبرغم اختلافنا صرنا متميزين وبرغم اختلافي تقرأون سطوري الآن .